الجمعة، 2 مايو 2014

عندما رحلت جنيتي الساحرة

حين أتذكر منأجاتها الحزينة قبل مغادرتها لعالمهم ، لاتغيب عن بالي صورتها وهي مختبئية داخل حزنها الخالد : (( تتسأل لماذا الهروب !! ما الذي اقترفته في هذا العشق الغير مغفور !! !! لماذا أشقي كمومس في مجتمع العار هذا ، أين المضي بمصيري ! ، انا كنت انسان ، هكذا تخبر نفسها ، معتوهة ، شاردة والمطر الطاهر لايكف غيثه عنها .
حين كنت أراقبها ، لم يخطر ببالي ان تكون نهايتها حزينة ومفجعة ، أجدها رقيقة ، جميلة ، جمالها مقدس بسحر لايهون عليك أن ثلوته بقدرواتك وعفنك ، لكن في بعض الاحيان اجدها مثلنا مجرد مسخ أخر في الطريق المقفرة ، لكن معه كانت غير ، عشقته بطهر لن يشهد عليه أبدا مهما عاش في حياته التعيسة ذاك خبيث القلب .
لم أشهد عمق وقدسية للعشق الا في حضورها وتواجدها بجانبه ، هيام ، وتجلي ساحر ، كانت شجاعة في زمن الخانعين كانت أنسان لايهاب ، تحدت مخاوفها وازالت عنها ذاك الوجه الحذر المعتاد ، كانت تؤمن بقوة الحب ، أن الحب يطفو بلذته على كل القلوب المتبلدة الجامدة ، والخائفة ، ايضاً في احيان كثيرة شهدت كيف تطرد سواسها الحذر حين كان يتملكها، كانت تطرده بمكنسة القش كساحرة شريرة تلقي بتعويذة الهلاك على ذاك الوسواس المسكين فيهرب مسرعاً نحو مصيره ،(( في يومنا هذا كم اتمني لو أصغت لذاك الصوت المرعب ، وهربت قبل ان يحل هلاكها ))، لم يخطر في بآل كلتينا هذا البؤس ، حين حملت بطفله ، لم اعرف هل افرح وهي التي كانت تشتاق بكل حواسها ان تكون أم لفتاة جميلة ثورتها هالتها الملائكية ؟ وتعوض جرائم والدتها فيها ! ، أم ابكي على عاشقة في بلد يقتل الحب وينبذ العشاق للجحيم ؟

في البداية وثقت فيه ، سيكون رجلها وبطلها الوحيد المنقذ لها من مصير الذل ، انتظرته، كل مايزيد الأنتظار ، تزداد الهوة عمقا وتغرق في الوحل الأسود ، تشتم رائحة الأيام المثقلة بالعفن ، وتتسأل اين اخطأت ؟! لم يمضي على وجود ذاك المخلوق بذاخلها إلا شهر ، كان صباح جديد مزعج ، لم تخرج للعمل ، وهذه ليست المرة الاولي ، منذ أشهر معرفتها به وهي غارقة في سبات وكأبة لم استوعب سببها وهي العاشقة لحدود السماء ! لم تعد تستطيع استكمال تظاهرها بالنوم وهي تشعر بلزوجة ساخنة تنساب خارجة ببطء من جسدها الضعيف كروح شريرة ، أتصلت بي ، ، هرعت اليها دخلت منزلهم الغارق في الضياع ـ تمكنت من التحول لكائن خفي لم ينتبه أهلها لوجودي أنا الطفلة المراهقة المسحورة بها ، تركها ذاك المخلوق الذي كانت تحتويه في داخلها، وذهب إلى السماء بعيدا ، لعل اختياره السماء كان الاختيار الامثل لكليهما ، اقصد الجنين وهي .
بعد مرور عدة أيام جامدة ، توجهت غاضبة إلى حيث يقبع ذاك الخبيث القبيح ، صرخت وصرخت بل كدت أن اضربه ، اخبره انها تضيع مني ولايبالي يستمر في تظاهره الرجولة الكاذبة ، انا أخسرها بسببك ياسافل ، بسبب أنانيتك ايها الطفل المقرف ، بسبب خنوعك لوالدتك ومجتمعك المقرف ايها الثرثار البائس ، اخبرته انه جبان لايستحقها لايستحق جنية مقدسة مثلها ، لايستحق ان تهبه طفل ينثر غبار الجنيات في هذا العالم القاسي ، هذه المرة انا من تحولت الى عجوز شمطاء ، القيت عليه لعنة اخيرة و تركته غارق في عاره الابدي ، مسخ أخر يتسلل كجرذ خائن بين جيل العواهر .......


الاثنين، 28 أبريل 2014

مقتل حياة .....

ليست ذاتها ، غريبة انفاسها ،  ولا دقات قلبها القديمة نفسها ، ليست ذاتها تلك ، ما كان في داخلها تبدد ،  الضباب ذاك المخلوق الكريه يرفض الانقشاع عن احلامها ، والسواد يجثر ببراثنه المفزعة عوالمها .
هي في داخلي ، طفلة كبيرة مهجورة ، حيث  تأهت المتمردة في أروقة القبح ، ليحل محلها الفراغ العظيم ، قاع حفرة عميقة   من الفراغ ، هكذا يحدث في أرضنا ، ارض السواد المنبسطة امامي  بدون نهاية ، تسكنها مخلوقات مزعجة ، مسوخ نهارية وليلية متحركة في جميع الارجاء ، رافضة الرحيل الى العالم السفلي حيث مثواها الأخير .